فوائد وآثار كثرة السجود لله جلت عظمته Attachment
فوائد وآثار كثرة السجود لله جلت عظمته 1295055307822
فوائد وآثار كثرة السجود لله جلت عظمته Attachment


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

فوائد وآثار كثرة السجود لله جلت عظمته Attachment
فوائد وآثار كثرة السجود لله جلت عظمته 1295055307822
فوائد وآثار كثرة السجود لله جلت عظمته Attachment

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    فوائد وآثار كثرة السجود لله جلت عظمته

    hadile
    hadile



    المشاركات : 46

    العمر : 35

    فوائد وآثار كثرة السجود لله جلت عظمته Empty فوائد وآثار كثرة السجود لله جلت عظمته

    مُساهمة من طرف hadile الثلاثاء يناير 18, 2011 12:00 pm


    السجود الذي نروم الحديث عن فضله وآثاره ليس سجود
    المرائين والمنافقين القائم على أساس بلوغهم أهداف خسيسة زائلة، ومقاصد
    حقيرة عاجلة، فلا شكّ أنه ليس له من تلك الآثار نصيب، ولا لفاعله إلاّ
    الخيبة والخسران.
    وإنّما هو السجود الصادق لله عزَّ وجلّ وإن اختلفت شدته ورتبته من ساجد إلى
    آخر، وبالجملة فإنّ السجود الصادق لله عزَّ وجلّ له من الآثار والفضائل
    مايجلّ وصفها، وسوف نذكر ما تيسر لنا منها اهتداء بأحاديث النبي صلى الله
    عليه وآله وسلم وآله عليهم السلام، وعلى النحو الآتي:


    مع الساجدين في القرآن :

    لقد مدح الله تعالى الساجدين في أكثر من موضع، ولا سيّما ممن جمع مع
    السجود الجهاد في سبيل الله وتحلّى بمكارم الاَخلاق، لاَنّ السجود بطبيعته
    خضوع لله تعالى، لذا فإنّه يستوجب الزهد بكلِّ شيء من أجله تعالى، والاقبال
    على ما يوفّر رضاه ومحبته، قال تعالى: ( محمد رسول الله والذين معه أشداء
    على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً
    سيماهم في وجوههم من أثر السجود.
    أي أنّ سجودهم لله تذللاً وتخشعاً أثّر في وجوههم أثراً، وهو سيماء الخشوع
    لله، ويعرفهم به من رآهم، وقيل: المراد أثر التراب في جباههم لاَنهم كانوا
    إنّما يسجدون على التراب، لا على الاَثواب.

    روي عن أمير المؤمنين عليه السلام وهو يشير إلى هذا الصنف من الناس بقوله
    عليه السلام: « إنّي لاَكره للرجل أن أرى جبهته جلحاء ليس فيها أثر السجود.

    وروي أنّ الاِمام زين العابدين عليه السلام قال في معرض رده على قوم يزعمون
    التشيع لاَهل البيت عليهم السلام: « أين السّمَتُ في الوجوه؟ أين أثر
    العبادة ؟ أين سيماء السجود؟ إنّما شيعتنا يعرفون بعبادتهم وشعثهم، قد قرحت
    العبادة منهم الآناف ودثرت الجباه والمساجد .

    2 ـ اتخاذ إبراهيم عليه السلام خليلاً لكثرة سجوده:

    من الآثار المباركة لكثرة سجود النبي إبراهيم عليه السلام، أن اتخذه الله
    خليلاً، كما يدلك على هذا حديث الاِمام الصادق عليه السلام وقد سُئل: لِمَ
    اتخذ الله إبراهيم خليلاً؟
    فقال عليه السلام: « لكثرة سجوده على الاَرض .


    3 ـ اصطفاء موسى عليه السلام كليماً لكثرة سجوده:

    مما تميز به النبي موسى عليه السلام من بين جميع الاَنبياء عليهم السلام هو
    أن الله سبحانه وتعالى اصطفاه بكلامه، ولم ينل هذه الرتبة إلاّ بعد أن
    جسّد موسى عليه السلام أقصى حالات التواضع والخضوع لله جلَّ وعلا فكان يطيل
    السجود ويعفّر خدّه في التراب زيادة في التذلل وطلب القرب من العلي
    الاَعلى.
    فقد روي عن الاِمام أبي عبدالله الصادق عليه السلام أنّه قال: « كان موسى
    بن عمران عليه السلام إذا صلّى لم ينتفل ـ من صلاته ـ حتى يلصق خده الاَيمن
    بالاَرض وخده الاَيسر بالاَرض.

    وروي عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام أنّه قال: « أوحى الله عزَّ وجلَّ
    إلى موسى عليه السلام: أن يا موسى أتدري لِمَ اصطفيتك بكلامي دون خلقي؟
    قال: ياربِّ ولِمَ ذاك؟ فأوحى الله تبارك وتعالى إليه: أن يا موسى إني
    قلّبت عبادي ظهراً لبطن فلم أجد فيهم أحداً أذلّ لي نفساً منك، يا موسى
    إنّك إذا صليت وضعت خدَّك على التراب ـ أو قال على الاَرض .

    4 ـ مباهاة الرب عزَّ وجلّ الملائكة بالعبد الساجد:

    من وصايا الرسول الاَكرم صلى الله عليه وآله وسلم لصاحبه أبي ذر الغفاري
    رحمه الله وهو يرشده إلى أعمال يحبّها الله تعالى ويباهي بها الملائكة قال
    صلى الله عليه وآله وسلم: « يا أبا ذر، إنّ ربك عزَّ وجلَّ يباهي الملائكة
    بثلاثة نفر ـ إلى أن قال صلى الله عليه وآله وسلم ـ ورجل قام من الليل
    فصلّى وحده فسجد ونام وهو ساجد، فيقول الله تعالى: اُنظروا إلى عبدي روحه
    عندي وجسده في طاعتي ساجد .
    وروى الحسن بن علي الوشاء عن الاِمام أبي الحسن الرضا عليه السلام قال:
    سمعته عليه السلام يقول: « إذا نام العبد وهو ساجد قال الله عزَّ وجلَّ
    للملائكة: اُنظروا إلى عبدي قبضت روحه وهو في طاعتي.
    ومن وصايا النبي الاَكرم صلى الله عليه وآله وسلم لاُسامة بن زيد: « يا
    اُسامة، عليك بطريق الحق ـ إلى أن قال ـ يا اُسامة، عليك بالسجود، فإنّه
    أقرب ما يكون العبد من ربّه إذا كان ساجداً، وما من عبد سجد لله سجدة، إلاّ
    كتب الله له بها حسنة، ومحا عنه بها سيئة، ورفع له بها درجة، وباهى به
    ملائكته .

    5 ـ السجود طاعة لله تعالى ونجاة للساجد:

    أخرج الشيخ المفيد رضي الله عنه بسنده عن أمير المؤمنين الامام علي عليه
    السلام حديثاً تضمّن جملة وصايا حيث ركّز فيها على طول السجود باعتباره
    طاعة لله عزَّ وجل ونجاة للساجد قال عليه السلام: «... ولا تستصغروا قليل
    الآثام، فإنّ القليل يحصى ويرجع إلى الكثير، وأطيلوا السجود فما من عمل أشد
    على إبليس من أن يرى ابن آدم ساجداً لاَنه أُمر بالسجود فعصى وهذا أُمر
    بالسجود فأطاع فنجا.

    6 ـ كثرة السجود تحتّ الذنوب:

    إنّ كثرة السجود تدلّل على استمرار تذلّل العبد لربه العظيم وطلب المغفرة
    وتطهيره من الذنوب لما في السجود من تجسيد حقيقة العبودية بعد نفي التكبر
    والتمرّد والعصيان.
    جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله، كثرت
    ذنوبي وضعف عملي، فقال له صلى الله عليه وآله وسلم: « أكثر من السجود،
    فإنّه يحتّ الذنوب كما تحتّ الريح ورق الشجر.

    7 ـ طول السجود وكثرته طريق إلى الجنة:

    جاء في الحديث التأكيد على ضرورة إطالة السجود لمن أراد أن تكون له الجنة
    هي المأوى.
    فقد روى ثقة الاِسلام الكليني رضي الله عنه بسنده عن أبي عبدالله عليه
    السلام أنّه قال: « مرَّ بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم رجل وهو يعالج بعض
    حجراته فقال: يا رسول الله ألا أكفيك ؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم:
    شأنك، فلما فرغ قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: حاجتك؟ قال:
    الجنة، فأطرق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال: نعم، فلمّا ولى
    قال له: يا عبدالله أعنّا بطول السجود.

    وفي خبر آخر، أنَّ قوماً أتوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا:
    يا رسول الله، اضمن لنا على ربك الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله
    وسلم: « على أن تعينوني بطول السجود..
    وعن ربيعة بن كعب أنه سأل النبي صلى الله عليه وآله بأن يدعو له بالجنة،
    فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: « أعنّي بكثرة السجود
    .
    8 ـ طول السجود طريق للحشر مع النبي صلى الله عليه
    وآله وسلم:


    ومن الفوائد المترتّبة على طول السجود، توفيق الله تعالى لاَن يحشر حليف
    السجدة الطويلة مع النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته الطاهرين عليهم
    السلام، وذلك هو الفوز العظيم.
    أورد الديلمي عن الامام أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: « جاء رجل إلى
    النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال: علّمني عملاً يحبّني الله، ويحبّني
    المخلوقون، ويثري الله مالي، ويصح بدني، ويطيل عمري، ويحشرني معك.
    قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: هذه ست خصال تحتاج إلى ست خصال، إذا
    أردت أن يحبّك الله فخفه واتّقه، وإذا أردت أن يحبّك المخلوقون فأحسن إليهم
    وارفض مافي أيديهم، وإذا أردت أن يثري الله مالك فزكّه، وإذا أردت أن
    يصحّ الله بدنك فأكثر من الصدقة، وإذا أردت أن يطيل الله عمرك فصِلْ ذوي
    أرحامك، وإذا أردت أن يحشرك الله معي فأطل السجود بين يدي الله الواحد
    القهار.

    9 ـ السجود يحقّق الشفاعة في الآخرة:

    المستفاد من النصوص الواردة في السجود، أنّ لطوله وكثرته سهماً في نيل
    الشفاعة والوصول إلى الرضوان الاِلهي وهو الجنة بدرجاتها والتخلص من النار
    وآثارها، ويدلّ عليه قول النبي صلى الله عليه وآله للرجل ـ كما في الحديث
    المتقدم:: « أعني بكثرة السجود » فإنّه يعني أنّ الشفاعة تحتاج إلى مقدمات
    أهمها الاستعانة بالصلاة وتفهّم أجزائها والتعايش مع أبعادها التربوية قال
    تعالىفوائد وآثار كثرة السجود لله جلت عظمته Frownواستعينوا بالصبر
    والصلاة وإنّها لكبيرة إلاّ على الخاشعين)
    وهذه الاستعانة تكون لاُمور شتى، منها الوصول إلى الشفاعة، ومن أهم أجزاء
    الصلاة التي يستعان بها هو السجود، فمن صلّى وأطال سجوده فقد توصّل إلى
    الشفاعة بالصلاة والسجود.

    10 ـ السجود من سنن الاَوابين:

    إنّ الاَوابين هم اُولئك الذين صفت نفوسهم وارتفعت إلى مدارج الكمال بحيث
    سمت نفوسهم التقية فوق مستوى المادة، فهم على صلة مع الله عزَّ وجلّ في
    كلِّ حين كما هو واضح من معنى الاَوّاب أي الكثير الرجوع إلى الله عزَّ
    وجلّ في كل صغيرة وكبيرة.
    لذا كان من الطبيعي جداً أن يكون سجودهم له طعمه الخاص ولونه الخاص في صفته
    وطوله ومن هنا جاء في حديث الاِمام الصادق عليه السلام مايؤكد على أن طول
    السجود من سنن الاَوابين.
    فقد جاء في وصيته لاَبي بصير قوله عليه السلام: « يا أبا محمد عليك بطول
    السجود، فإنّ ذلك من سنن الاَوابين
    .
    11 ـ مواضع السجود لا تأكلها النار:

    ومن فضل السجود عند الله عزَّ وجلّ أنه يثيب عليه حتى من غلبت سيئاته
    حسناته فدخل النار، وذلك بتكريم مواضع السجود لله في حياته فلا تأكلها
    النار، وقد ورد في الحديث ما يؤيد ذلك، ففي المروي عن النبي صلى الله عليه
    وآله أنّه قال: «... إنّ النار تأكل كل شيء من ابن آدم إلاّ موضع السجود
    فيصب عليهم من ماء الجنة فينبتون كما نبت الحبة في حميل السّيل.

    وفي حديث آخر عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال في وصف أهوال يوم
    القيامة: «...حتى إذا أراد الله رحمة من أراد من أهل النار أمر الله
    الملائكة ان يُخرجوا من كان يعبد الله فيخرجونهم، ويعرفونهم بآثار السجود،
    وحرّم الله على النار أن تأكل أثر السجود، فيخرجون من النار، فكل ابن آدم
    تأكله النار إلاّ أثر السجود.

    12 ـ شهادة الاَرض للساجد عليها يوم القيامة:

    ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام استحباب
    تغيير مكان الصلاة باستمرار وخصوصاً في الاَماكن المقدسة، وذلك لاَن الاَرض
    تشهد للمصلي عند الله تبارك وتعالى، ولا سيّما البقعة التي يضع عليها
    جبهته سجوداً لله جلَّ وعلا، عن أبي ذر الغفاري رحمه الله في حديث وصية
    النبي صلى الله عليه وآله أنّه قال: « يا أبا ذر، ما من رجل يجعل جبهته في
    بقعة من بقاع الاَرض إلاّ شهدت له بها يوم القيامة..
    يا أبا ذر ما من صباح ولا رواح إلاّ وبقاع الاَرض ينادي بعضها بعضاً: يا
    جارة، هل مرَّ بكِ اليوم ذاكر لله عزَّ وجلَّ، أو عبد وضع جبهته عليك
    ساجداً لله تعالى؟ فمن قائلة لا، ومن قائلة نعم، فإذا قالت نعم، اهتزّت
    وانشرحت وترى أنّ لها فضلاً على جارتها»
    وعن الاِمام الصادق عليه السلام قال: « صلّوا في المساجد في بقاع مختلفة،
    فإن كل بقعة تشهد للمصلي عليها يوم القيامة.

    13 ـ استجابة الدعاء في السجود:

    يعتبر السجود من أهم مواضع استجابة الدعاء، لذا قال تعالىفوائد وآثار كثرة السجود لله جلت عظمته Smile فاسجد واقترب(.
    وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: « أقرب ما يكون العبد من
    ربه وهو ساجد فاكثروا الدعاء.
    فالنبي صلى الله عليه وآله يؤكد هنا على ان العبد أقرب ما يكون من رحمة ربه
    وفضله العميم في حال سجوده لذا جاء الحث على الدعاء في السجود.
    روى جميل بن دراج، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام أنّه قال: « أقرب
    مايكون العبد من ربَّه إذا دعا ربّه وهو ساجد، فأي شيء تقول؟
    قلتُ: علّمني ـ جُعلت فداك ـ ما أقول؟
    قال عليه السلام: قُلْ، يا رب الاَرباب، ويا ملك الملوك، ويا سيد السادات،
    ويا جبّار الجبابرة، ويا إله الآلهة، صلِّ على محمد وآلِ محمد وافعل بي كذا
    وكذا ـ يعني اذكر حاجتك ـ ثم قُل: فإنّي عبدك، ناصيتي في قبضتك، ثم ادعُ
    بما شئت واسأله فإنّه جواد لا يتعاظمه شيء. فالساجد إذن ما دام في موضع
    القرب والزلفى يمكنه أن يطلب من ذخائر الرحمة وأبواب المغفرة ما يشاء.

    عن عبدالله بن هلال قال: شكوت إلى أبي عبدالله عليه السلام تفرّق أموالنا
    ومادخل علينا، فقال عليه السلام: « عليك بالدعاء وأنت ساجد، فإنَّ أقرب
    مايكون العبد إلى الله وهو ساجد.
    قال: قلت: فأدعو في الفريضة، واُسمي حاجتي؟
    فقال عليه السلام: « نعم، قد فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
    فدعا على قوم بأسمائهم وأسماء آبائهم، وفعله علي عليه السلام بعده..
    وعن عبدالرحمن بن سيابة قال: قلت لاَبي عبدالله الصادق عليه السلام: أدعو
    وأنا ساجد؟
    فقال عليه السلام: « نعم، فادعُ للدنيا والآخرة، فإنّه ربِّ الدنيا
    والآخرة..
    وعن زياد القندي قال: كتبت إلى أبي الحسن الاَول عليه السلام: علّمني دعاء ،
    فإني قد بليت بشيء ـ وكان قد حُبِس ببغداد حيث أتُّهم بأموالهم ـ فكتب
    إليه عليه السلام: « إذا صلّيت فأطل السجود ثم قُل: (يا أحد من لا أحد له)
    حتى ينقطع النفس، ثُم قُل: (يا من لا يزيده كثرة الدعاء إلاّ جوداً وكرماً)
    حتى تنقطع نفسك، ثم قل (يا رب الاَرباب أنت أنت أنت الذي انقطع الرجاء
    إلاّ منك، يا علي يا عظيم) ». قال زياد: فدعوت به ففرّج الله عني وخلّي
    سبيلي (1) .
    وروى زيد الشحام عن الاِمام الباقر عليه السلام قال: « ادعُ في طلب الرزق
    في المكتوبة وأنت ساجد: يا خير المسؤولين، ويا خير المعطين، ارزقني وارزق
    عيالي من فضلك، فإنّك ذو الفضل العظيم..
    نعم إنّ استجابة الدعاء تستلزم توفّر شروطها، وأبرز هذه الشروط الصدق في
    الدعاء، وهو يستدعي إظهار حالة الفقر الحقيقي إلى الله الغني القادر على
    قضاء حاجته، ثم العزم على التقيّد بما تفرضه عبوديته لله الخالق العظيم
    وعدم مخالفته في شيء صغيراً كان أو كبيراً.

    14 ـ ثواب السجود المقترن بالصلاة على النبي صلى
    الله عليه وآله وسلم وآله عليهم السلام:


    عن عبدالله بن سليمان قال: سألت أبا عبدالله الصادق عليه السلام عن الرجل
    يذكر النبي صلى الله عليه وآله وهو في الصلاة المكتوبة، إما راكعاً وإما
    ساجداً فيصلي عليه وهو على تلك الحال؟ فقال عليه السلام: « نعم إنّ الصلاة
    على نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم كهيئة التكبير والتسبيح، وهي عشر
    حسنات يبتدرها ثمانية عشر ملكاً أيّهم يبلّغها إياه .
    وقال أبو حمزة الثمالي: قال الاِمام أبو جعفر الباقر عليه السلام: « من قال
    في ركوعه وسجوده وقيامه (صلّى الله على محمد وآل محمد) كتب الله له بمثل
    الركوع والسجود والقيام.

    مع الساجدين

    فيما يلي نماذج مختارة من سجود النبي صلى الله عليه وآله وأئمة أهل البيت
    عليهم السلام تعكس لنا مدى اهتمامهم عليهم السلام بهذا الاَمر وحرصهم عليه:

    سجود رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:


    روى أبو بصير عن الاِمام أبي جعفر الباقر عليه السلام انه قال: « كان رسول
    الله صلى الله عليه وآله وسلم عند عائشة ذات ليلة فقام يتنفل فاستيقظت
    عائشة فضربت بيدها فلم تجده، فظنت انه قد قام إلى جاريتها، فقامت تطوف
    عليه، فوطئت عنقه صلى الله عليه وآله وسلم وهو ساجد باك، يقول: سجد لك
    سوادي وخيالي وآمن بك فؤادي، أبوء إليك بالنعم، واعترف لك بالذنب العظيم،
    عملت سوءً وظلمت نفسي فاغفر لي إنّه لا يغفر الذنب العظيم إلاّ أنت، أعوذ
    بعفوك من عقوبتك وأعوذ برضاك من سخطك وأعوذ برحمتك من نقمتك وأعوذ بك منك،
    لا أبلغ مدحك والثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك استغفرك واتوب إليك،
    فلمّا انصرف قال: يا عائشة لقد أوجعت عنقي، أي شيء خشيت؟ أن أقوم إلى
    جاريتك؟..
    وهذه الرواية قد حرّفها العامّة أبشع التحريف وأفقدوها الجزء الاَعظم من
    دلالتها الصريحة على ما كانت عليه عائشة إذ أوردها ابن خزيمة في صحيحه من
    رواية أبي هريرة عن عائشة أنّها قالت: فقدت رسول الله صلى الله عليه وآله
    وسلم ذات ليلة فجعلت أطلبه بيدي فوقعت يدي على باطن قدميه وهما منتصبتان
    فسمعته يقول: « اللهمَّ اني أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك
    واعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك..
    وروى عبدالله بن أبي رافع عن علي عليه السلام أنّه قال: « إنّ النبي صلى
    الله عليه وآله وسلم كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة كبّر، فذكر الحديث.
    وقال: ثم إذا سجد قال في سجوده اللهمَّ لك سجدت، وبك آمنت ولك أسلمت وأنت
    ربي سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره، تبارك الله أحسن الخالقين..


    سجود أمير المؤمنين
    علي بن أبي طالب عليه السلام:


    من كلام لمولانا أمير المؤمنين عليه السلام وهو يصف لنا صفات المؤمن الحقّ ،
    قال عليه السلام: «... إنّ المؤمن من نفسه في شغل والناس منه في راحة، إذا
    جنَّ عليه الليل فرش وجهه وسجد لله تعالى ذكره بمكارم بدنه ويناجي الذي
    خلقه في فكاك رقبته ألا فهكذا كونوا .

    وعن أبي ذر الغفاري رحمه الله انه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله
    وسلم: « مثل علي فيكم ـ أو قال: في هذه الاُمّة ـ كمثل الكعبة المستورة،
    النظر إليها عبادة، والحج إليها فريضة..
    وعن أبي سليمان الخطابي قال: معناه والله أعلم: إنّ النظر إلى وجهه: يدعو
    إلى ذكر الله لما يتوسم فيه من نور الاِسلام، ويُرى عليه من بهجة الاِيمان،
    ولما يتبين فيه من أثر السجود وسيماء الخشوع، وبذلك نعته الله فيمن معه من
    صحابة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فقال: )سيماهم في وجوههم من أثر
    السجود ( ، وهذه كما يُروى لابن سيرين أنّه دخل السوق فلمّا نظر إليه ـ وقد
    جهدته العبادة ونهكته ـ قال: سبحوا .
    وقال نوف البكالي واصفاً أمير المؤمنين كأنّ جبينه ثفنة بعير ..
    روى حفص الاعور عن الاِمام أبي عبدالله الصادق عليه السلام أنّه قال: « كان
    علي صلوات الله عليه إذا سجد يتخوّى كما يتخوى البعير الضامر يعني بروكه .

    سجود الاِمام السجاد عليه السلام:


    روى جابر الجعفي عن الاِمام الباقر عليه السلام قال: « إنّ علي بن الحسين
    ماذكر لله عزَّ وجلَّ نعمة عليه إلاّ سجد، ولا قرأ آية من كتاب الله فيها
    سجدة إلاّ سجد، ولا دفع الله عنه شراً يخشاه أو كيد كائد إلاّ سجد، ولا فرغ
    من صلاة مفروضة إلاّ سجد، ولا وفق لاصلاح بين اثنين إلاّ سجد، وكان كثير
    السجود، في جميع مواضع سجوده فسمي السجاد لذلك..
    وعن الاِمام الباقر عليه السلام: « كان أبي في موضع سجوده آثار نابتة فكان
    يقطعها في السنة مرتين، في كلِّ مرة خمس ثفنات، فسمي ذو الثفنات .
    وعن الفضل بن يسار عن أبي عبدالله عليه السلام قال: « كان علي بن الحسين
    عليه السلام إذا قام إلى الصلاة تغير لونه، فإذا سجد لم يرفع رأسه حتى يرفض
    .عرقاً. ثم يرفع رأسه من السجدة الاُولى ويقول: اللهمَّ أعفُ عني واغفر
    لي، واجبرني، واهدني( إني لما أنزلت إليَّ من خير فقير (

    وعن سعيد بن كلثوم قال: كنت عند الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام فذكر
    أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فاطراه ومدحه بما هو أهله ـ
    وأخذ يصف الاِمام علي وعبادته، فقال: «.. وما أشبهه من ولده ولا أهل بيته
    أحد أقرب شبهاً به في لباسه وفقهه من علي بن الحسين عليهما السلام، ولقد
    دخل أبو جعفر ـ ابنه ـ عليهما السلام عليه فإذا هو قد بلغ من العبادة مالم
    يبلغه أحد، فرآه قد اصفر لونه من السهر ورمصت عيناه من البكاء، ودبرت جبهته
    وانخرم أنفه من السجود، وورمت ساقاه من القيام في الصلاة، فقال أبو جعفر
    عليه السلام: فلم أملك حين رأيته بتلك الحال البكاء فبكيت رحمة له وإذا هو
    يفكر فالتفت إليَّ بعد هنيهة من دخولي فقال: يا بني أعطني بعض تلك الصحف
    التي فيها عبادة علي بن أبي طالب عليه السلام فأعطيته فقرأ فيها شيئاً
    يسيراً ثم تركها من يده تضجراً وقال: من يقوى على عبادة علي عليه السلام..

    سجود الاِمام الباقر عليه السلام:


    عن أبي عبيدة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول وهو ساجد: « اسألك بحق
    حبيبك محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلاّ بدّلت سيئاتي حسنات وحاسبتني
    حساباً يسيراً ـ ثم قال في الثانية ـ أسألك بحق حبيبك محمد صلى الله عليه
    وآله وسلم إلاّ كفيتني مؤونة الدنيا وكل هول دون الجنة ـ ثم قال في الثالثة
    ـ اسألك بحق حبيبك محمد صلى الله عليه وآله وسلم لما غفرت لي الكثير من
    الذنوب والقليل، وقبلت من عملي اليسير ـ ثم قال في الرابعة ـ اسألك بحق
    حبيبك محمد صلى الله عليه وآله وسلم لما ادخلتني الجنة، وجعلتني من سكانها،
    ولما نجيتني من سفعات النار برحمتك..
    وروى اسحاق بن عمار قال: قال لي أبو عبدالله عليه السلام: « اني كنت أُمهّد
    لاَبي فراشه فانتظره حتى يأتي فإذا أوى إلى فراشه ونام قمت إلى فراشي،
    وانه أبطأ عليَّ ذات ليلة فأتيت المسجد في طلبه وذلك بعدما هدأ الناس، فإذا
    هو في المسجد ساجد وليس في المسجد غيره فسمعت حنينه وهو يقول: سبحانك
    اللهمَّ أنت ربي حقاً حقاً سجدت لك يا ربِّ تعبّداً ورقاً، اللهمَّ إنّ
    عملي ضعيف فضاعفه لي، اللهمَّ قني عذابك يوم تبعث عبادك وتب علي إنّك أنت
    التواب الرحيم..

    سجود الاِمام الصادق عليه السلام:


    روى الكليني عن الحلبي عن أبي عبدالله عليه السلام قال: « إذا سجدت فكبّر
    وقل: اللهمَّ لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، وعليك توكلت، وأنت ربي سجد
    وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره، الحمدُّ لله ربِّ العالمين تبارك الله أحسن
    الخالقين، ثم قل: سبحان ربي الاَعلى وبحمده، ثلاث مرات فإذا رفعت رأسك فقل
    بين السجدتين: اللهمَّ اغفر لي وارحمني واجرني وادفع عني، إنّي لما أنزلت
    إليَّ من خير فقير. تبارك الله رب العالمين..

    عن الحسن بن زياد قال: سمعتُ أبا عبدالله عليه السلام وهو ساجد: « اللهم
    اني اسألك الراحة عند الموت، والراحة عند الحساب ـ قال اسماعيل في حديثه ـ
    والاَمن عند الحساب..
    عن سعيد بن يسار قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول وهو ساجد: «سجد
    وجهي اللئيم، لوجه ربي الكريم .
    عن مفضّل بن عمر قال: أتينا باب أبي عبدالله عليه السلام ونحن نريد الاَذن
    عليه فسمعناه يتكلّم بكلام ليس بالعربية فتوهمنا أنّه بالسريانية. ثم بكى
    فبكينا لبكائه، ثم خرج إلينا الغلام فأذن لنا فدخلنا عليه فقلت: أصلحك الله
    أتيناك نريد الاَذن عليك فسمعناك تتكلم بكلام ليس بالعربية فتوهمنا أنّه
    بالسريانية ثم بكيت فبكينا لبكائك، فقال عليه السلام: « نعم ذكرت إلياس
    النبيّ وكان من عبّاد أنبياء بني إسرائيل، فقلت كما كان يقول في سجوده » ثم
    اندفع فيه .بالسريانية فلا والله ما رأينا قساً ولا جاثليقاً .أفصح لهجة
    منه به، ثم فسّره لنا بالعربية فقال عليه السلام: « كان يقول في سجوده:
    أتراك
    معذّبي وقد أظمأت لك هواجري ، أتراك معذّبي وقد عفّرت لك في التراب وجهي،
    أتراك معذّبي وقد اجتنبت لك المعاصي، أتراك معذّبي وقد أسهرت لك ليلي، قال
    عليه السلام: فأوحى الله إليه: أن ارفع رأسك فإنّي غير معذّبك، قال: إن
    قلت: لا أُعذّبك ثم عذّبتني ماذا؟ ألست عبدك وأنت ربي؟ قال: فأوحى الله
    إليه: أن ارفع رأسك، فإنّي غير معذّبك، إنّي إذا وعدت وعداً وفيت به..

    من وصاياه عليه السلام لاَصحابه، ما رواه اسماعيل بن عمّار قال: قال أبو
    عبدالله ـ الصادق ـ عليه السلام: « اُوصيك بتقوى الله والورع، وصدق الحديث،
    وأداء الاَمانة، وحسن الجوار، وكثرة السجود، فبذلك أمرنا محمد صلى الله
    عليه وآله وسلم .

    سجود الاِمام موسى بن
    جعفر الكاظم عليه السلام:


    عرف الاِمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام بالعبد الصالح وحليف السجدة
    الطويلة، ومن شدة حبّه للعبادة كان يدعو الله سبحانه بأن يفرغه للعبادة،
    وبعد أن سجنه الطاغية هارون حسداً وظلماً، شكر الله وكظم غيضه.
    روي أنّه عليه السلام كان يصلي نوافل الليل ويصلها بصلاة الصبح ثم يعقّب
    حتى تطلع الشمس ثم يخر ساجداً فلا يرفع رأسه من الدعاء والتحميد حتى يتعالى
    النهار
    .
    روى أبو العباس الخزري عن الثوباني انه قال: كانت لاَبي الحسن موسى بن جعفر
    عليه السلام بضع عشرة سنة في كلِّ يوم سجدة بعد انقضاض الشمس إلى وقت
    الزوال، فكان هارون ربما صعد سطحاً يشرف منه على الحبس الذي حبس فيه أبو
    الحسن عليه السلام فكان يرى أبا الحسن عليه السلام ساجداً، فقال للربيع: يا
    ربيع ماذاك الثوب الذي أراه كل يوم في ذلك الموضع؟
    فقال: يا أمير المؤمنين ماذاك بثوب وإنّما هو موسى بن جعفر عليه السلام له
    كل يوم سجدة بعد طلوع الشمس إلى وقت الزوال، قال الربيع: قال لي هارون: أما
    انّ هذا من رهبان بني هاشم، قلت: فمالك قد ضيّقت عليه في الحبس؟
    قال: هيهات لابدّ من ذلك.
    روى زياد بن مروان: كان أبو الحسن الاِمام الكاظم عليه السلام يقول في
    سجوده: « أعوذ بك من نار حرّها لا يطفأ، وأعوذ بك من نار جديدها لايبلى،
    وأعوذ بك من نار عطشانها لا يروى، وأعوذ بك من نار مسلوبها لايكسى..
    وروى محمد بن سليمان عن أبيه قال: خرجت مع أبي الحسن موسى ابن جعفر عليه
    السلام إلى بعض أمواله فقام إلى صلاة الظهر فلمّا فرغ خرّ ساجداً فسمعته
    يقول بصوت حزين وتغرغر دموعه: « ربي عصيتك بلساني ولو شئت وعزّتك
    لاَخرستني، وعصيتك ببصري ولو شئت وعزتك لاَكمهتني، وعصيتك بسمعي ولو شئت
    وعزتك لاصممتني، وعصيتك بيدي ولو شئت وعزتك لكنعتني، وعصيتك برجلي ولو شئت
    وعزتك لجذمتني، وعصيتك بفرجي ولو شئت وعزتك لعقمتني، وعصيتك بجميع جوارحي
    التي أنعمت بها علي وليس هذا جزاؤك مني ».
    ثم أحصيت له ألف مرة وهو يقول: « العفو العفو » ثم ألصق خده الاَيمن
    بالاَرض وسمعته يقول بصوت حزين: « بؤتُ إليك بذنبي، عملت سوءاً وظلمت نفسي
    فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب غيرك يا مولاي » ثلاث مرات ثم ألصق خده
    الاَيسر بالاَرض فسمعته يقول: « إرحم من أساء واقترف واستكان واعترف » ثلاث
    مرات ثم رفع رأسه.
    .
    سجود الاِمام الرضا
    عليه السلام:


    عن إبراهيم بن عبدالحميد قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول في سجوده: «
    يامن علا فلا شيء فوقه، ويا من دنا فلا شيء دونه، اغفر لي ولاصحابي.
    وعن أبي الحسن الصائغ عن عمه قال:... فلمّا صار إلى قرية سمعت الرضا عليه
    السلام يقول في سجوده: « لك الحمد إن أطعتك، ولا حجة لي إن عصيتك، ولا صنع
    لي ولا لغيري في إحسانك، ولا عذر لي إن أسأت، ما أصابني من حسنة فمنك يا
    كريم، اغفر لمن في مشارق الاَرض ومغاربها من المؤمنين والمؤمنات..


    سجود الاِمام الحسن العسكري عليه السلام:


    قال محمد الشاكري يصف الاِمام العسكري عليه السلام: (... كان عليه السلام
    أصلح من رأيت من العلويين والهاشميين،... كان يجلس في المحراب ويسجد، فأنام
    وأنتبه، وأنام وهو ساجد...)

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 7:24 pm