أهوى طُلوعَ الشَمسِ مِنْ
عَينيها
وأحبُّها..
وأحبُّ دفءَ حَديثِها..
ونقاءَ ماءِ الثغرِ في شَفتيها
هي حُلوةٌ..
كالنَهرِ في جريانِهِ
كالأقحوانِ إذا يفوحُ..
كمشاتِلِ الأزهارِ..
كالأعنابِ..
كالياسمينِ، كمائهِ
هي جنَّتي..
ودِيانتي..
وحبيبتي دَوماً،
وفيها ما يَرومُ لهُ القَصيدُ
وَجهٌ جميلٌ ليسَ في الدُنيا شبيهُ جمالِهِ
كَمْ يَعجزُ القَلَمُ الرفيعُ..
وتَنفُدُ الأوراقُ لو أشرَعْتُ في وَصفٍ لهُ
فنقاؤهُ،
لمْ يَخلقِ الرحمنُ مثلَ نقائهِ
عَينانِ مِنْ بَحرِ الشمالِ مِياهُها
وبها طُيورٌ تَحتَمي..
بالنورِ مِنْ تِرحالِهِ
فهُنا احتمى بهِ نَورَسٌ..
وهُناكَ تُحمى وزَّةٌ..
ترسو اللقالقُ عِندَ ميناءِ الرُموشِ..
كأنَّها أحلى اليُخوتِ إذا أتتْ.. للرمشِ في مينائهِ
ماذا أقولُ أيا رفاقَ لأنتهي؟
فجمالُها لا يَنتهي..
خدَّانِ ورديَّانِ مِنْ وَردِ الهوى..
كالجنَّةِ الزَهراءِ
وبها مِنَ العَبَقِ الكَثيرُ
فالنَرجِسُ العَطِرُ الجميلُ بجانبٍ..
يختالُ في أرجائهِ
واللوتْسُ يَغرسُ نفسَهُ..
ويَعيشُ وَحدهُ جانِبا
طِيبٌ بخدَّيها تُرى..
بحديقةٍ فيحاءِ
وإذا حَكَيتُ عَنِ الندى في ثغرِها..
هوَ قِصَّةٌ أخرى أدوخُ بِذِكرِها..
ويَدوخُ كُلُّ العالمينَ
فمَنْ تُرى يَقوى عِنادَ الثغرِ في إيمائهِ؟
لو كانَ بي داءٌ..
فإنِّي مؤمِنٌ أنِّي إذا قبَّلتُها..
أحرَزتُ في التقبيلِ كُلَّ دوائهِ
سِحريَّةُ الشَفَتينِ أنتِ حبيبتي
وهواكِ لي خُلدٌ طويلٌ دائمٌ
لو ماتَ قلبي..
وأتيتِ في ثغري تَصُبِّينَ الرحيقَ..
لما تَردَّدَ لحظةً اللهُ في إحيائهِ